الأربعاء، 15 مايو 2013

فى ذكرى رحيلها الأولى.. نجل وردة يتهم منتجين مصريين بـ"البزنسة على ضريحها".. ويطلق آخر أعمالها من الجزائر


تحل الذكرى الأولى للفنانة وردة الجزائرية (17 مايو الجارى) وسط حرب تلاسن بين نجلها رياض، الذى يعيش حاليا فى الجزائر، وبين منتجين مصريين سعوا إلى تقديم أعمال درامية عن حياتها.

وتهتم الصحف الجزائرية منذ أيام بهذه الحرب، فتتابعها عن كثب، بل هاجم بعضها مبادرات بعض المنتجين لتقديم فيلم أو مسلسل عن مشوار وردة منذ قدومها إلى القاهرة ثم سفرها إلى باريس، وزواجها من بليغ حمدى وانفصالهما، ثم استقرارها فى بيروت ومصر وحتى رحيلها.

ومع إطلاق آخر ما قدمته وردة بصوتها وهو كليب "أيام" للمخرج الجزائري مؤنس خمار بالجزائر، وهو مخرج أفلام قصيرة، ارتفعت حدة الخلافات، إذ أكد نجل الفنانة الراحلة رياض أنها أوصته قبل رحيلها بعدم المساس بحياتها فى أية أعمال فنية.

وفى آخر حواراتها الفنية ردت الراحلة وردة، على سؤال من مقدمة برنامج "هذا أنا" الذى يذاع على قناة "إم بى سى" عمن تصلح لتقديم شخصيتها فى عمل فنى؟، فقالت: لا أحد، وإن ما يقدم عن الفنانات الراحلات لا يعجبها، وإن كانت ترحب بأنغام.. وعند طرح آمال ماهر قالت فى دهشة إنها طويلة جدا عليها، وإنها عندما تقف بجانبها تشعر بقصرها، وهو ما أكده الإعلامى وجدى الحكيم بأنها رفضت بالفعل أن يقدم أحد أعمالا عن حياتها.

وكان الإعلامى محمود معروف قد أعلن عن شروعه في كتابة مسلسل عن حياة وردة، رغم أنه لم يقابلها إلا مرة واحدة فقط عام 2005 لإجراء حوار صحفي معها.

ومما دفع أسرة وردة لرفض أى محاولات لتقديم أعمال فنية عنها أو حتى شخصيتها فى عمل آخر كمسلسل "مداح القمر" الذى يتناول حياة الموسيقار الراحل بليغ حمدى، حيث يتناول المسلسل شخصيتها منذ ارتباطها ببليغ وحتى الأيام الأخيرة له، ما دفع نجلها لرفض ذلك هو مخاوفه من تشويه صورتها وتقديمها بشكل تجارى قد يكون له آثاره السلبية على صورتها عند جمهورها.

نجل الفنانة الراحلة وردة الجزائرية رياض، رفض كل المحاولات، بل هدد بمقاضاة من يجرؤ على ذلك، سواء فى مسلسل أو فيلم عن حياتها، دون موافقته على أدق التفاصيل المتعلقة بالعمل.

وقال رياض فى الجزائر، على هامش إطلاق آخر أعمال الراحلة وردة "أيام" إن والدته أعلنت رفضها لذلك في حياتها، وسبق أن صرحت قبل وفاتها لوسائل الإعلام بذلك، وهاجم رياض الذي يقيم في الجزائر، المنتجين والمخرجين المصريين الذين تنافسوا من أجل إنجاز عمل عن مسيرتها الفنية، قائلا: "أين كان هؤلاء عندما كانت والدتي على قيد الحياة واختاروا البزنسة على ضريحها الآن".

وأضاف: وردة الجزائرية لم تكن ترفض ذلك من أجل الرفض فقط، ولكن كانت تريد أن ينجز عمل عن حياتها ولكن بشروطها، وقالت بكل وضوح، الذي يريد أن ينجز أي عمل فني عني عليه أن يقصدني ويطلعني على سيناريو العمل وكل التفاصيل والجوانب التي يريدون التطرق إليها في العمل، وحتى الصور التي يتم توظيفها في العمل، وألا يتم الشروع في أي عمل إلا بموافقتها، وهذه هي الشروط التي وضعتها.

وعمن يعرفون تفاصيل حياتها الخاصة قال: "لا أحد يعرف هذه الأمور عن وردة غيري أنا وأختي. وأختي ترفض ذلك رفضا قاطعا، وأنا متفق معها في ذلك ومقتنع بذلك، لأن الذين يريدون إنجاز أعمال عن وردة لن يضيفوا لها شيئا، أغانيها موجودة ومحفوظة وصورتها في قلوب كل من أحبوها"، وعن مذكراتها قال: "والدتي لم تترك أي مذكرات، ولم تكتب أي مذكرات، بقيت ذكرياتها مع الناس الذين يعرفونها، وعاشوا معها، وأي شخص يزعم أن وردة تركت مذكرات فهو كاذب".

تعد وردة الجزائرية إحدى نجمات الزمن الجميل، فهى واحدة ممن أثروا وأثروا فى وجدان العالم العربى.

وفى مثل هذه الأيام ودعت وردة الحياة بهدوء، فهى لم تكن تحب الضجيج ولا الأضواء، لكنها أرادت قبل رحيلها بفترة أن تشارك فى أكثر عدد من البرامج مدفوعة الثمن، وعندما سألوها قالت لأنها تريد أن تترك شيئا لابنها رياض، لأنها لم تجنى من أموالا من الفن، مع أنها كانت قادرة على ذلك، لكنها رفضت محاولات كثيرة لإحياء حفلات وتسجيل أغنيات وآخر ألبوماتها "اللى ضاع من عمرى"، والذى هاجمه كثيرون لأنه لم يكن على نفس مستوى أعمالها السابقة، التى قدمتها، سواء مع بليغ أو مع سيد مكاوى والسنباطى وعبد الوهاب وحلمى بكر مرورا بصلاح الشرنوبى وحتى آخر أعمالها، لم تكن تهدف من خلاله لشىء سوى حبها للغناء، لم تستطع تحمل أن تشاهد نفسها دون جديد، ودون جمهور يسمعها، ودعت الحياة وودعها جمهورها بنفس الطريقة التى ودعت هى وودعنا بها الراحل بليغ حمدى.

وردة الجزائرية من مواليد فرنسا عام 1939 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية عريقة تدعى يموت، لها ابنان رياض ووداد، قدمت لمصر سنة 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة، الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي"، ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، وطلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر"، ثم اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، وكان أن طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري.

عادت وردة إلى القاهرة وانطلقت مسيرتها من جديد حتى تزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، لتبدأ معه رحلة غنائية من أفضل ما أمتع به الطرب العربي الأصيل، الرحلة التي استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979، حيث حصلت بعدها بعام على الجنسية المصرية، وقد خضغت لجراحة زرع كبد جديد في المستشفى الأمريكي بباريس، ويعتبرها البعض مع أم كلثوم وفيروز ثلاثي لا يتكرر.

كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية "أوقاتي بتحلو"، التي أطلقتها عام 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها ورد.

وتعتبر مرحلة بليغ حمدى هى أهم مرحلة فى مشوارها الفنى والشخص، قالت عنه إنها لم ترى فيه الرجل الوسيم ولا الزوج الذى تبحث عنه المرأة، لكنها أحبت روحه وحبه لها، وقالت إنها لم تحب شكل بليغ، بل أحبت روحة وإبداعة ولم تحب جانبا واحدا فقط فيه، سواء الإبداع أو الرجل، بل قالت بتعبير موجز يلخص حب السنين إنها أحبت ذلك الرجل المبدع.

والدها لم يراه الرجل المناسب لابنته، بل رفض زواجها منه رفضا تاما، لأنها كانت صغيرة وكان والدها يخاف عليها من الوسط الفنى.

مرت وردة فى مشوارها مع بليغ بمواقف صعبة أدت إلى الانفصال مرات، وعادا للعمل معا بعد ذلك، لأن حياتها مع بليغ كانت أشبه بملحمة، ويصعب على كل منهما الانفصال عن الآخر أو العيش بدونه.

وعلاقتهما بدأت فى بيروت، التى كانت وردة قد أتت إليها بعد سنوات طفولتها فى باريس واستمع إليها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، فدعاها للحضور إلى مصر وكان عام 1958، وهو عام الشهرة لوردة حين غنت النشيد الوطني الشهير و"وطني الأكبر" من ألحان محمد عبدالوهاب مع كبار المطربين عبدالحليم وفايزة أحمد ونجاة.

ومنذ قدومها إلى مصر عام 1958 شقت وردة طريقها بصعوبة شديدة وسط صراعات كبيرة داخل الوسط الفني وهو وسط كانت تجهله تماما.. عكس بليغ حمدي الذي بدأ في ذلك الوقت شق طريقه بثبات وسهولة.

وفي عام 1962 أسند المخرج حلمي رفله لوردة بطولة فيلمها الثاني "أميرة العرب"، وعقب انتهاء وردة من تصوير الفيلم اختفت تماما من مصر دون مقدمات، ليصبح عام 1962 هو أسوأ ما في ذاكرة بليغ حمدي. عادت وردة إلى وطنها الأصلي الجزائر الذي استقل عن الاحتلال الفرنسي وتزوجت هناك من ضابط جزائري اسمه جمال قصري وأنجبت منه رياض ووداد، وكان اسم مولودها الأول على اسم الملحن رياض السنباطي، الذي كان بمثابة الأب الروحي لوردة منذ قدومها لمصر.

وفي عام 1972، وبينما كانت الجزائر تحتفل بعيد استقلالها العاشر، طلب الرئيس الجزائري هواري بومدين من زوج وردة الجزائرية ومستشاره العسكري الضابط جمال قصري مشاركة وردة في إحياء احتفالات الجزائر بعيد استقلالها العاشر، وكانت وردة في ذلك الحين قد اعتزلت الغناء. وافق زوج وردة الجزائرية على مضض.. فأرسلت إلى الموسيقار رياض السنباطي تدعوه للحضور إلى الجزائر لتلحين نشيد وطني لها، فاعتذر السنباطي لظروفه الصحية ومرضه ورشح لها بدلا منه بليغ حمدي.

شاءت الأقدار في نفس العام أن تنفصل وردة عن زوجها بعد إصرارها على إتمام مشروعها الفني وعودتها للغناء، وشهد عام 1972 عودتها مرة أخرى إلى مصر بعد غياب استمر أكثر من تسع سنوات عن الساحة الفنية، وما صاحب هذا الغياب المفاجئ من شائعات ظلمت وردة كثيرا.

كان بليغ حمدي أول المستقبلين لوردة في مطار القاهرة أثناء عودتها، وبدأ يخطط لها مشوارها الفني من جديد، وبعد عودة وردة بأشهر قليلة، غنت في حفل "أضواء المدينة" أغنيتين من ألحان بليغ حمدي هما أغنية "العيون السود" وأغنية "والله يا مصر زمان".

نجحت وردة نجاحا كبيرا وأصبحت أغنية "العيون السود" شاهدة على قصة حب عميقة.. تلك الأغنية التي كتبها ولحنها بليغ لوردة.. وهي بعيدة عنه ولا أمل له في عودتها.. لكن القدر شاء باللقاء مرة أخرى.. لتخرج هذه الأغنية من قلب بليغ ووجدانه إلى حنجرة وردة الجزائرية.

ورغم معارضة أسرة وردة الجزائرية، فقد شهد عام 1972 زواجها من بليغ حمدي، بعد أن طالتهما شائعات عديدة، خصوصا في ظل اهتمام بليغ الكبير بوردة في حفلاتها، مما أثار دهشة وغيرة بعض المطربات والمطربين وهم يشاهدون ملحنا بحجم بليغ حمدي وهو يقود الفرقة الموسيقية خلف وردة.

وبعد رحلة طويلة وفى عام 1979 انفصل الثنائي بليغ ووردة إنسانيا وفنيا بعد طلاقهما بهدوء شديد، وسط دهشة كبيرة داخل الوسط الفني وخارجه، بسبب السهر وتعدد علاقاته العاطفية، حتى كانت نهاية هذه العلاقات الهروب من مصر بسبب حكم قضائى إثر حادثة "سميرة مليان".

وفي منفاه الإجباري أرسل بليغ لوردة أغنية "بودعك" التي كتب مطلعها وأكملها الشاعر الغنائي منصور الشادي، وغنتها فى ذكرى وفاته الأولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق