الاثنين، 3 يونيو 2013

ذبحت جبروت أمي .. بسكين المطبخ..

وقف الشاب وبنظرات زائغة أمام وكيل أول نيابة مركز إمبابة محمد الوكيل وبقلب متحجر وكلمات يشوبها الانتقام من أمه التي حملته في أحشائها وقتلت كل معاني الحب والرحمة في داخله.. فقرر ذبحها ثأرا لكرامته التي أهدرتها علي مدي 30 عاما ذاق خلالها أبشع أنواع القهر والقمع وانكسار النفس. ذليلا داخل جدران غرفته التي خيم عليها الحزن والسكون القاتل.

انقض عليها ليلا وهي نائمة لتنتفض من مضجعها وسط دماء شديدة السخونة وحالة من الذعر والهلع بينما أصر الابن على ذبح أمه لولا أن تجمعت الأسرة وأنقذوها من بين براثنه وسط صراخها وعويلها كلما تدفقت الدماء من رقبتها لتسقط مغشيا عليها. بينما قام الشقيق الأصغر بالاعتداء عليه بالضرب وعمت الفوضى والضجيج بين الأسرة والجيران الذين تجمعوا أيضا في محاولة لإنقاذ الأم ونقلها إلي المستشفى لتتدخل العناية الإلهية كي تنطق بالحق وتروي مأساة ابنها الأكبر وعن مدي الظلم والقهر الذي كان يعانيه منذ أن كان صغيرا وحتى أصبح رجلا.

تجمع المتقاضون والأهالي علي صوت امرأة تجهش بالبكاء وتفترش الأرض بجوار مكتب محمد الوكيل وكيل أول نيابة مركز إمبابة الذي تولي التحقيق في القضية، وبدموع تسبق الكلمات وبأنفس متقطعة تردد قائلة "أنا السبب، أنا اللي وصلته أنه يذبحني.. أنا جاهلة.. ابني مظلوم.. أنا عايزة ابني".

وما أن اقتربت منها وأفصحت لها عن هويتي "انهارت في البكاء" وارتدت نظارتها المقعرة بينما ضمادات القطن والشاش التي تلتف حول عنقها ينبعث منها رائحة الميكروكروم الذي تخلل ثقوب الشاش نتيجة انتفاخ عروق الرقبة من كثرة البكاء وصمتت لبرهة وقالت: لقد تحملت مسئولية أولادي منذ عقود فوالدهم اعتاد السفر والغربة طيلة 25 عاما عشرة بيننا واليوم الذي جاء فيه لزيارتنا السنوية، توفى في الحال، لقد كنت أعامل ابني بقسوة لعدم إطاعته لأوامري منذ صغره وأنه عنيد بطبعه لم أحاول أن أتقرب إليه أو احتويه لكنني ظللت أعامله بقسوة وأنهره حتى أصيب باكتئاب نفسي نتيجة حياته بمفرده في غرفته وعدم إشراكه معنا في أي حديث أسرى أو حفل أو أي شيء من هذا القبيل، إضافة إلي تمييز شقيقيه الأصغر عنه في كل شيء.

وبعد آخر مشادة حدثت بيني وبينه، نهرته ووبخته، وبعد أن أديت صلاة العشاء توجهت إلي مضجعي وغلبني النعاس لأجد ابني الأكبر يحمل سكين المطبخ ويحاول ذبحي، اندفعت الدماء من رقبتي بسخونة شديدة بعد أن أصابني بجرح قطعي كاد أن يودي بحياتي ورغم صراخي وعويلي إلا أنني وضعت يدي أسفل نصل السكين في محاولة لإبعاده لكنه كان أقوي مني وقبل أن يتمكن من ذبحي كان شقيقه الصغير وشقيقته وزوجها داخل غرفة نومي وضربوه ضربا مبرحا بينما أصابته حالة من التبلد.

وانهمرت في البكاء وما أن أخبرها الحارس بالدخول إلي غرفة المحقق لتنهار أمامه قائلة : " أنا جاية أتنازل عن المحضر.. انا عايزة ابني لو سمحت يابيه إفرج عنه.. أنا السبب أنا السبب وتقدمت في اتجاه المكتب في محاولة لتقبيل يده ليتنفض المحقق ويهديء من روعها وانصرفت ودموعها لم تتوقف"..

بينما اعترف الأبن بالواقعة ومحاولة ذبح أمه نظرا لما يعانيه من معاملة سيئة وجبروت أمه.

وجاء قرار وكيل النائب العام بحبس الابن 4 أيام على ذمة التحقيق.. لتنهار الأم فى البكاء مرة ثانية وبصراخ شديد سوف أحضر كل يوم ولن أترك ابني يدخل السجن. أنا سامحته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق