طغى الشأن المصرى على تغطية الصفحة الرئيسية لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية على موقعها الإلكترونى، وتحدث موضوعها الرئيسى اليوم الثلاثاء، عن دور السعودية فى مساندة مصر فى الأزمة التى تخوضها الآن، وقالت إن السعودية تظهر فى طليعة الجهود القوية التى تقوم بها الدول الخليجية لدعم السلطات المصرية، مما أدى إلى تفاقم صراع شرس على النفوذ فى العالم العربى، والذى يزداد غياب القيادة فيه، وجعلت السعودية على خلاف مع الولايات المتحدة، حليفتها القوية.
وتحدثت الصحيفة عن وعد السعودية بتعويض مصر عن أى مساعدات قد تقوم الدول الغربية بسحبها منها، ردًا على فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وما تلاه من أحداث دموية، أدت إلى مقتل ما يقرب من ألف شخص واستشهاد حوالى 100 من رجال الشرطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية أكبر مساهم فى حزمة المساعدات التى تقدر بـ12 مليار دولار، والتى تعهدت دول الخليج بتقديمها لمصر فى أعقاب الإطاحة بمرسى فى 3 يوليو الماضى، لتقزم بذلك المساعدات الأمريكية السنوية لمصر، والتى تقدر بـ1,5 مليار دولار، والتى يضغط الكونجرس على إدارة أوباما من أجل تعليقها، إلا أن "الغزوة" الجريئة فى السياسة الخارجية، كما تصفها الصحيفة تمثل مخاطرة كبيرة للملكة التى ظلت دائما رزينة وحذرة.
ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل التى قال فيها إن الصراع فى مصر وجودى، مشيرا إلى أن مصر هى "وطننا الثانى"، وأكد على أن السعودية لن تسمح أبدا بزعزعة استقرارها، وتمضى الصحيفة قائلة "إن السعودية مستعدة لمواجهة واشنطن بشأن الأزمة، وهو مؤشر على مدى عمق استياء السعوديين من احتمالات تعزيز الإخوان المسلمين قبضتهم على مصر"، حسبما يقول المحللون.
ويرى جمال سلطان، أستاذ العلوم السياسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الأمر لا يتعلق بالتوسعية، فالخوف وليس الطمع هو ما يحرك السعوديين فيما يفعلونه.
من جانبه، وصف كريستوفر ديفيدسون، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة دورهام الإنجليزية، إن هذه مغامرة كبيرة للملك عبد الله، فالسعودية تضع نفسها فى مواجهة مباشرة مع الإخوان التى تحظى بتعاطف إقليمى واسع فى المنطقة، على حد زعمه.
ويحذر مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكية، من أن المنافسة العربية تخاطر بتحويل مصر إلى ساحة لصراعات قوة إقليمية، وتضخم الفجوة التى تقسم المصريين، على غرار ما حدث فى سوريا، حيث تمت إطالة الصراع بسبب التنافسات الإقليمية والعالمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق